بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمسلين نينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن للشهوات سلطاناً على النفوس واستيلاءً وتمكناً في القلوب
فتركها عزيز والخلاص منها عسير
ولكن من أتقى الله كفاه , ومن ترك شيئاً لأجله عوضه الله خيراً منه.
وإليكم نماذج لأمور من تركها لله عوضه الله خيراً منها :
1ـ من ترك مسألة الناس , ورجاءهم , وإراقة ماء الوجه أمامهم , وعلق رجاءه بالله دون سواه :
عوضه الله خيراُ مما ترك فرزقه حرية القلب وعزة النفس والإستغناء عن الخلق
ومن يتصبر يصبره الله ومن يستعفف يعفه الله.
2ـ من ترك الإعتراض على قدر الله فيسلم لربه في جميع أمره :
رزقه الله الرضا واليقين وأراه من حسن العاقبة مالايخطر له ببال.
3ـ من ترك الذهاب للعرافين والسحرة :
رزقه الله الصبر وصدق التوكل وتحقق التوحيد.
4ـ من ترك التكالب على الدنيا :
يسر له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة.
5ـ من ترك الخوف من غير الله وأفرد الله وحده بالخوف :
سلم من الأوهام وأمنه الله من كل شيء فصارت مخاوفه أمناً وبرداً وسلاماً.
6ـ من ترك الكذب ولزم الصدق فيما يأتي ويذر :
هدي إلى البر وكان عند الله صديقاً ورزق لسان صدق بين الناس فسودوه وأكرمهوه وأصاخوا السمع لقوله.
7ـ من ترك المراء وإن كان محقاً :
ضمن له بيت في ربض الجنة وسلم من شر اللجاجة والخصومة وحافظ على صفاء قلبه وأمن من كشف عيوبه.
8ـ من ترك الغش في البيع والشراء :
زادت ثقة الناس فيه وكثر إقبالهم على سلعه.
9ـ من ترك الربا وكسب الخبيث :
بارك الله في رزقه وفتح له أبواب الخير والبركات.
10ـ من ترك النظر إلى المحرم :
عوضه الله فراسة صادقة ونوراً وجلاءً ولذة يجدها بقلبه.
11ـ من ترك البخل وآثر التكرم والسخاء :
أحبه الناس وأقترب من الله ومن الجنة وسلم من الهم والغم وضيق الصدر وترقى في مدارج الكمال ومراتب الفضيلة.
12ـ من ترك صحبة السوء التي يظن أن بها منتهى أنسه وغاية سروره :
عوضه الله أصحاباً أبراراً يجد عندهم المتعة والفائدة وينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيري الدنيا والآخرة.
13ـ من ترك كثرة الطعام :
سلم من البطنة وسائر الأمراض لأن من أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً.
14ـ من ترك المماطلة في الدين :
أعانه الله وسدد عنه بل كان حقاً على الله عونه.
15ـ من ترك الغضب :
حفظ على نفسه عزتها وكرامتها ونأى بها عن ذل الإعتذار ومغبة الندم ودخل في زمرة المتقين الكاظمين الغيظ.
16ـ من ترك الوقيعة في أعراض الناس والتعرض لعيوبهم ومغامزهم :
عوضه الله بالسلامة من شرهم ورزق التبصر في نفسه وعيوبه.
17ـ من ترك مجاراة السفهاء وأعرض عن الجاهلين :
حمي عرضه واراح نفسه وسلم من سماع ما يؤذيه.
18ـ من ترك الحسد :
سلم من أضراره المتنوعة
فالحسد داء عضال وسم قتال ومسلك شائن وخلق لئيم
ومن لؤم الحسد أنه موكل بالأدنى فالأدنا من الأقارب والاكفاء والخلطاء والمعارف والأخوان.
19ـ من ترك المنام ودفئه ولذته وقام يصلي لله عز وجل :
عوضه الله فرحاً ونشاطاً وأنساً.
20ـ من ترك التدخين وكافة المسكرات والمخدرات :
أعانه الله وأمده بألطاف من عنده وعوَّضه صحة وسعادة حقيقية لاتلك السعادة الوهمية العابرة.
21ـ من ترك الإنتقام والتشفي مع قدرته على ذلك :
عوَّضه الله إنشراحاً في الصدر وفرحاً في القلب
ففي العفو مع الطمأنينة والسكينة والحلاوة وشرف الإنتقام وعزها وترفعها ماليس شيءً منه في المقابلة والإنتقام.
22ـ من أطــَّـرح الدعة والكسل وأقبل على الجد والعمل :
علت همته وبورك له في وقته فنال الخير الكثير في الزمن اليسير.
23ـ من ترك تطلب الشهرة وحب الظهور :
رفع الله ذكره ونشر فضله وأتته الشهرة.
24ـ من ترك العقوق وكان براً بوالديه :
رضي الله عنه ورزقه الله الأولاد الأبرار وأدخله الجنة في الآخرة.
25ـ من ترك قطيعة أرحامه وواصلهم وتودد إليهم واتقى الله فيهم :
بسط الله له في رزقه ونسأ له في أثره
ولا يزال معه ظهير من الله مادام على تلك الصلة.
26ـ من ترك العشق وقطع أسبابه التي تمده وتجرع غصص الهجر ونار البعاد في بداية أمره وأقبل على الله :
رزق السلوى وعزة النفس وسلم من اللوعة والذلة والأسر ومليء قلبه حرية ومحبة لله عز وجل تلك المحبة التي تلم شعث القلب وتسدد خلته وتشبع جوعته وتغنيه من فقره
فالقلب لايسر ولا يفلح ولايطيب ولايسكن ولا يطمئن إلابعبادة ربه وحبه والإنابة إليه.
27ـ من ترك العبوس والتقطيب واتصف بالبشر والطلاقة :
لانت عريكته ورقت حواشيه وكثر محبوه وقل شانؤوه.
28ـ من سلم من سوء الظن بالناس :
سلم من تشوش القلب واشتغال الفكر
فإساءة الظن تفسد المودة وتجلب الهم والكدر ولهذا حذرنا الله عز وجل منها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث )).
29ـ من ترك الكبر ولزم التواضع :
كمل سؤدده وعلا قدره وتناهى فضله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ومن تواضع لله رفعه )).
وبالجملة من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
قال الله تعالى :
(( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره )).
منقول